

مفوض أوروبي: قمة ألاسكا منحت بوتين انتصارًا رمزيًا وأضعفت وحدة الموقف الغربي

أكد مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي، باولو جينتيلوني، أن القمة التي جمعت الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب في ولاية ألاسكا شكّلت، في نظره، انتصارًا رمزيًا ومعنويًا لموسكو، معتبرًا أن المشهد الدبلوماسي الذي رافقها مثّل نوعًا من "الإذلال للغرب" من حيث الرمزية والدلالات.
وقال جينتيلوني في تصريحات لوسائل إعلام أوروبية إن استقبال بوتين في قاعدة "إلمندورف-ريتشاردسون" العسكرية بمدينة أنكوريج جاء محاطًا بمظاهر احتفالية غير معتادة، بدءًا من الموكب الرسمي والليموزين وصولًا إلى السجاد الأحمر والحفاوة الاستثنائية، دون أن يقابله أي إنجاز ملموس على صعيد الملفات الشائكة.
وأضاف: "ما بدا واضحًا أن ترامب يكنّ ودًا خاصًا للرئيس الروسي، وهو ما يعكس تحوّلًا في موازين الخطاب الدبلوماسي بين الشرق والغرب".
وأوضح المسؤول الأوروبي أن قراءة القمة يمكن أن تُطرح من زاويتين: الأولى متفائلة تعتبر أن اللقاء انتهى بلا نتائج عملية أو التزامات واضحة، بينما الثانية متشائمة ترى فيه إذلالًا سياسيًا ومعنويًا للغرب، في وقت تكتسب فيه الرموز والمظاهر أهمية كبرى في العلاقات الدولية، أحيانًا لا تقل عن القرارات الرسمية نفسها.
وكان اللقاء بين بوتين وترامب قد استمر نحو ساعتين و45 دقيقة، بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف، فيما مثل الجانب الأمريكي وزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث الخاص للرئيس ستيفن ويتكوف. ورغم طول المباحثات، لم يصدر بيان ختامي يتضمن اتفاقيات محددة، ما عزز الجدل حول الطابع الرمزي للقمة.
ويرى مراقبون أن ما جرى في ألاسكا حمل رسالة روسية واضحة للغرب مفادها أن موسكو عادت لتفرض حضورها كلاعب رئيسي في صياغة مستقبل الأزمات الدولية، وفي مقدمتها الملف الأوكراني.
كما لفت بعض المحللين إلى أن الاستقبال الاحتفالي لبوتين عكس تغيّرًا في المزاج السياسي الأمريكي تحت قيادة ترامب، حيث بدت الإدارة الأمريكية أكثر ميلًا للتقارب مع موسكو مقارنة بالمراحل السابقة.
وفي أوروبا، أثارت القمة نقاشًا واسعًا حول مستقبل العلاقات عبر الأطلسي. فبينما يخشى البعض أن يؤدي تقارب ترامب مع بوتين إلى إضعاف وحدة الموقف الغربي تجاه روسيا، يرى آخرون أن هذا الانفتاح قد يشكل فرصة لإعادة صياغة العلاقات الدولية على أسس براجماتية جديدة، بعيدًا عن لغة التصعيد والعقوبات التي هيمنت على المشهد في العقد الأخير.
